بقلم أحمد سيف الإسلام
(وَأُفَوِّضُ أَمْرِى إِلَى اللهِ إِنَّ اللهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ)
سبحانك اللهم.. يا رب آمنت بقضائك، وسلمت بقدرك، ولكن لنا نفوس ضعيفة لا تحتمل هذا القضاء، ولا تجلد لذلك القدر.. اللهم فقوِّها، ونضّر الله يا أبت وجهك.. فلقد حملت اللواء كما حمله عمر وعثمان وعلي والحسن والحسين رضي الله عنهم، هذبت الشباب وشذبت الشيوخ وألفت من هؤلاء وأولئك تلك الجماعة المباركة التي يفخر بها المسلمون اليوم، وسيفخر بها محمد صلى الله عليه وسلم يوم القيامة.
ونحن يا أبت على ما عملت به وما دعوت إليه سائرون، وحاشا لله أن ننحرف عن دعوة رسول الله وأنت والدنا الذي ذكَّر بها.. حين نسيها الناس، وحفظها حين شوهها الناس، وافتداها بدمه حين تخلى عنها الناس، بل ورأوا عارًا: أن يُنسبوا إليها أو تُنسب إليهم.
حاشا لله أن ننحرف عن دعوة رسول الله، ولو قد فعلنا لأذاقنا الله العذاب ضعفين، بل أضعافًا مضاعفة، ولكننا سنرتل في كل وقت وفى كل حين قول الله تبارك وتعالى: }رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ علىَّ وَعَلَى وَالِدَىَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ{.
اللهم إنا فقدنا عطف الوالد وبره وإرشاده ونصحه.. فتول اللهم أمرنا، ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين }وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللهِ إِنَّ اللهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ{، واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا، فنعم المولى ونعم النصير.
نشر هذا المقال في مجلة الدعوة – السنة الثانية – العدد (52) – 16جمادى الأولى 1371هـ / 13فبراير 1952م.