لابد للحق أن ينتصر

بقلم الأستاذ محمد هارون المجددي

طلبنا من السيد محمد هارون المجددي سكرتير السفارة الأفغانية أن يكتب لنا عن الإمام الشهيد وقد عرفه المعرفة التامة فكتب ما يلي:

كان الإمام الشهيد حسن البنا -رضي الله عنه وأرضاه- صورة طيبة لخيرة أصحاب قائدنا الأعظم سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد ملكت مبادئ الإسلام المثالية قلبه، وفكره في كل لحظة من لحظات حياته، وكان لا يعيش لنفسه بل يعيش لهذه الأمة الإسلامية التي توالت عليها المحن ورانت عليها صروف الزمن فأفقدتها شخصيتها، وظنت أن الخلاص هو في اعتناق مبادئ الغرب بمختلف ألوانها، وكان التيار الإلحادي يجرف في لجيه الشبيبة المثقفة، وهي خلاصة الأمة وقلبها النابض الذى يحرك نشاطها ذات اليمين وذات الشمال، ولكن الله تعالى الذى بشرنا بقوله (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنً)، ألهم الشهيد الإمام حسن البنا بما ألهم به خيرة عباده الصالحين فكان أمة وحده، وقف أمام التيار الإلحادي فصرعه، وحال دون طغيانه، وأخذ بأيدي الحيارى والضالين فأرشدهم إلى ما فيه خير دينهم ودنياهم، وغرس في قلوبهم تعاليم القرآن الخالدة، وألا نجاح لمسلم في الحياة إلا إذا كان روحه صافيًا والرب عنه راضيًا، وإن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين.

وهكذا عادت الأمة إلى رشدها وبدأت تنهل من المنهل العذب الذي أعده الإمام الشهيد سائغًا للشاربين.

إنه لابد للحق أن ينتصر، ولابد للباطل أن يندحر، وأنه لابد للتاريخ أن يعد الإمام الشهيد من الشخصيات الخالدة التي أدت إلى الإسلام أجل الخدمات.

نسأل الله - تبارك وتعالى - أن يجزيه عنا خير الجزاء، وأن يلهمنا دومًا السير في طريق الهدى الذي أناره لنا وأرشدنا إليه.

المصدر: الدعوة – السنة الثانية – العدد (52) – 16جمادى الأولى 1371هـ / 12فبراير 1952م.

المقال التالي حسن البنا.. القتيل الذي أحيا
المقال السابق الدستور في فكر الإمام حسن البنا