كتابات الإمام البنا حول طبيعة أوروبا وما فيها

إعداد موقع الإمام حسن البنا

اختلفت نظرة الإمام حسن البنا إلى أوروبا ما بين شعوبها المسالمة وما بين قادتها الغزاة الذين سيطروا بقوة السلاح والعتاد على البلاد العربية والإسلامية وسعوا فيها خرابها ونهبا لخيراتها ومقدرتها وإذلال شعوبها والعمل على طمس هويتها العربية والإسلامية.

ولذا لم ير حرجا في أخذ العلم والتقدم من أوروبا والتعاون في سبيل إصلاح البشرية والكون، لكن الغزاة يجب محاربتهم ورفع راية الجهاد في وجوههم والعمل على إخراجهم بكل السبل وتطهير جميع الأراضي الأسلامية.

 

ومع هذا يقولون: أوروبا لا دينية

نشرت جريدة الكواكب بتاريخ 28 ربيع الأول عن الديلى تلغراف بتاريخ 8يوليو تحت عنوان: الصلح بين هتلر والفاتيكان -توقيع معاهدة جديدة- المقال التالى: كتب إلينا مراسلنا الخاص فى مدينة الفاتيكان يقول: إن الكاردينال باسيلى وزير خارجية المملكة البابوية والهر فون بابن نائب المستشار الألمانى قد وضعا الأحرف الأولى من اسمهما على المعاهدة الجديدة بين حكومة البابا وحكومة الريخ الألمانية، ولم تكد تمضى ساعة على توقيع هذه المعاهدة حتى استفاضت الأنباء فى روما بأن المستشار هتلر قد أصدر أوامره بإلغاء الأوامر السابقة بشأن حل جميع الهيئات الكاثوليكية، وقد فعل ذلك عقب علمه تلفونيًا بحصول التوقيع على المعاهدة، وبعد أن انتهى الهر فون بابن من مخاطبة المستشار الألمانى بشأن نجاحه فى مهمته غادر روما فى الحال قاصدًا إلى برلين. 

وقد اتفق الفريقان على أن لا يذيعا أى نص من نصوص هذه المعاهدة الجديدة قبل أن يتم توقيعها بصفة نهائية، وهو أمر لا ينتظر أن يكون قبل آخر هذا الشهر. 

ولكن المفهوم مع ذلك أن المعاهدة تشتمل على اثنتين وثلاثين مادة، وأنها تحصى أيضًا جميع الحقوق المضمونة للكاثوليكيين بموجب المعاهدات القائمة بين الفاتيكان من جانب، وبروسيا، وبافاريا، وبادن، من جانب آخر.

والمفهوم أن كثيرين يعتقدون أن هذه المعاهدة تسمح للمدارس الأولية بأن تلقى فيها الدروس الدينية، وأما نوع التعليم الدينى الإجبارى فى مدارس الأقاليم، فإن المذهب الذى تعتنقه أغلبية تلاميذ كل مدرسة هو الذى يجب أن يعول عليه فى التدريس الإجبارى، سواء أكان ذلك المذهب البروتستانتية أم الكاثوليكية، وأما مذهب أقلية هؤلاء التلاميذ "تلاميذ مدارس الأقاليم" فيصح أن يكون موضوع درس دينى إضافى يلقى بعد ساعات الدراسة المدرسية.

وسيكون لحكومة البابا بمقتضى المعاهدة الجديدة الحرية التامة فى اختيار الأساقفة من غير أن يكون للدولة الألمانية حق الإشراف عليهم، ومع ذلك فسيكون على البابا أن يحيط الحكومة الألمانية علمًا بمقاصده من هذا القبيل قبل تنفيذها، وهذا النظام كان متبعًا إلى الآن، وسيظل نافذًا فى المستقبل أيضًا.

ويبدو كأنه من غير المنتظر أن تقع تعديلات فى الإجراءات الحاضرة الخاصة بالزواج، وأنه حتى فى الأقاليم التى يسكنها الكاثوليكيون دون غيرهم سيكون من الضرورى فى مسائل الزواج إجراء عقود مدنية.

لقد كان ما فعله المستشار هتلر من إلغاء الأوامر السابقة بشأن حل الهيئات الكاثوليكية التى لها صبغة علمية أو تهذيبية، والإذن بإعادة تنظيم صفوفها ومباشرة أعمالها، كان هذا العمل نتيجة المادة التى وردت فى المعاهدة الأخيرة وهى مطابقة لما ورد من قبل فى المعاهدة التى عقدت بين الفاتيكان والحكومة الإيطالية، أما فحوى هذه المادة فهى كما يأتى: "تعترف حكومة الريخ الألمانية بالهيئات الكاثوليكية ما دامت تباشر أعمالها، وتنمو وفقًا للقرار البابوى، وتبذل نشاطها بعيدًا عن نفوذ أى حزب سياسى، وتحت رقابة السلطة الكهنوتية دون غيرها، وذلك لغرض نشر مبادئ الكنيسة الكاثوليكية والقيام على تنفيذها".

وقد أذاع الهر فون بابن البيان التالى قبل مغادرة روما قال: "إن تحقيق هذا الاتفاق لأمر له أهمية تاريخية؛ لأن هذه أول مرة منذ إنشاء حكومة الريخ أمكن فيها إقامة العلاقات بين ألمانيا والبابا على نظام وطيد".

ننشر هذا المقال كما ورد، ونذكر القراء بما كان بين إيطاليا والبابا من الصلح والاتفاق فنرى من هذه الظواهر الآتية: 

أولاً: أن قادة النهضات الحديثة فى أوروبا لا يحاربون الأديان والعقائد، بل هم على النقيض من ذلك يؤيدونها ويثبتونها فى نفوس الأمة، ويبدو ذلك منهم قولاً وعملاً كما رأيت فى اتفاق ألمانيا وإيطاليا مع الفاتيكان، وفى خطب موسولينى سابقًا وهتلر الآن.

ثانيًا: أن هذه الحكومة تعنى بالتعليم الدينى فى مدارسها، وتجعل المذاهب الغالبية إجبارية، والمذاهب الأقلية اختيارية، كما ترى من نصوص هذه المعاهدة.

ثالثًا: أن هذه الحكومة تساعد الهيئات الدينية فى مهمتها ما دامت لا تتصل بالسياسة.

رابعًا: إن ممثلى الحكومات مغتبطون بالوحدة بين الدين والدولة.

فهل لحكومتنا الرشيدة أن تعنى بالتعليم الدينى والتاريخ الإسلامى العناية اللائقة بهما فى مدارسنا؟

وهل لزعماء النهضات الشرقية أن يتفهموا هذا المعنى السامى النبيل فيشيدون بناءهم على أساس الخلق والعقيدة، لا على أساس الهدم والإباحة؟

وهل للذين لا يزالون غارقين فى سكرتهم هائمين مع أوروبا اللادينية أن يفيقوا من هذه السكرة، ويفتحوا أعينهم على أوروبا الحديثة الفاتيكانية!(1)

 

السنيور موسولينى يشرح مبدأ من مبادئ الإسلام

كان من خطبة السنيور موسولينى التى ألقاها فوق "دبابة" عقب المناورات العسكرية الكبرى هذه الفقرات: 

"إن إيطاليا يجب أن تصبح منذ الآن دولة حربية عسكرية مشبعة بروح النضال، ولقد اتخذت فى الاجتماع الأخير لمجلس الوزراء سلسلة من القرارات من شأنها أن تطبع الشعب الإيطالى بالطابع العسكرى فى أقرب وقت، والفكرة الأساسية فى هذه القرارات هى أن تكون الجنسية الإيطالية والروح العسكرى صفتين متلازمتين فى كل إيطالى بين الثامنة والخامسة والخمسين من عمره، وهذه فكرة لم يسبق إنفاذها فى أى زمن من الأزمان، فهى إذن حدث جديد فى التاريخ، وتوجد أسباب كثيرة تدعو إلى الاعتقاد بصعوبة الأخذ بهذه الفكرة فى أى بلد آخر؛ لأنه لا يوجد فى العالم شعب تعده أحواله السياسية وظروفه الأخلاقية والتاريخية لأن يجند عن بكرة أبيه كالشعب الإيطالى.

وأنا لا أشك فى نجاح هذه الفكرة فى الحاضر أو فى المستقبل، بعد أن مهد النظام الفاشيستى لنجاحها، وسنبدأ فى إنفاذها فى 29أكتوبر الحالى، وهو اليوم الأول من العام الثالث عشر من الحكم الفاشيستى، وثقتى فى النجاح تقوم على حقيقة لا جدل فيها هى أن الشعب الإيطالى أصبح أشد الشعوب ميلاً إلى النظام والثقافة العسكرية، وأعظمها اعتقادًا بأن الأمة العزلاء لا يمكن أن تأمن على كيانها ولا على مستقبلها.

إن الأمم السابقة إلى المدنية الآخذة بأسباب الرفاهة والنعمة تنتهى غالبًا بالانحطاط والتفكك، وتجد نفسها فى أحد الأيام عاجزة عن الأمم الأخرى التى تجنبت هذا النوع من الحياة الرغيدة.

لقد كان لانهيار الإمبراطورية أسباب كثيرة إذا ردت إلى أصولها تلخصت فيما يلى: كلما اتسعت الإمبراطورية وترامت أطرافها ضعفت جذورها وانهارت وحدتها، وقد عرفت الإمبراطورية الرومانية فى توسعها من أسباب النعمة ورفاهة الحياة الشرقية ما لم يكن لها بمثله عهد من قبل، وظهرت حولها شعوب جديدة أقل منها مدنية وأكثر منها خشونة وصلابة فلم تستطع الإمبراطورية دفع مطامع هذه الشعوب.

والآن قد أصبح الخلق العسكرى عاملاً من أهم العوامل وأكثرها فائدة للإنسان حتى فى زمن السلم وفى الحياة اليومية. انظروا إلى روسيا واليابان فالدولتان على طرفى نقيض فى مبادئهما الاقتصادية والاجتماعية، ولكنهما متفقتان على أهمية الثقافة العسكرية والاستعداد الحربى، وليس من المهم معرفة القوة الكامنة وراء روح الاستعمار؛ إذ يكفى لتقدم الأمة ونجاحها أن يتشبع أفراد الشعب بهذه الروح، فيعملوا جميعًا ويتحركوا كأنهم رجل واحد.

هذه المبادئ التى ظن السنيور موسولينى أنه فتح بها بابًا جديدًا فى تاريخ الاجتماع، والتى ظن أنها أثر من آثار الفاشيستية بعض ما وضعه الإسلام ليحفظ كيان أممه وشعوبه.

إن الإسلام يقدس الروح العسكرية ويعمل على؛ بثها فى نفس كل فرد مسلم بكل وسيلة، ويطبع الأمة كلها بهذا الطابع حتى فى أخص عباداته وشرائعه؛ فالقرآن الكريم قلما تخلو سورة من سوره من الحث على تربية الأمة على الشجاعة والعزة والجهاد فى سبيل الله، يقول الله تبارك وتعالى: 

1-     ﴿انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالاً وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِى سَبِيلِ اللهِ﴾[التوبة: 41].

2-     ﴿فَلْيُقَاتِلْ فِى سَبِيلِ اللهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآَخِرَةِ وَمَن يُقَاتِلْ فِى سَبِيلِ اللهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا﴾[النساء: 74] الآيات.

3-     ﴿إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِى سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِى التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللهِ﴾[التوبة: 111] الآية.

4-     ﴿مَا كَانَ لأهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُم مِّنَ الأعْرَابِ أَن يَتَخَلَّفُوا عَن رَّسُولِ اللهِ وَلاَ يَرْغَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَن نَّفْسِهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لاَ يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلاَ نَصَبٌ وَلاَ مَخْمَصَةٌ فِى سَبِيلِ اللهِ وَلاَ يَطَؤُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلاَ يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلاً إِلاَّ كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ * وَلاَ يُنْفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلاَ كَبِيرَةً وَلاَ يَقْطَعُونَ وَادِيًا إِلاَّ كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللهُ أَحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾[التوبة: 120-121] الآيات.

5-     ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُوا رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلاَ أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالآَخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَى وَلاَ تُظْلَمُونَ فَتِيلاً * أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِى بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ﴾[النساء: 77-78] الآيات.

وإذا كان قوام الروح العسكرية أمرين لا ثالث لهما النظام والطاعة؛ فإن القرآن الكريم جمع هذين المبدأين فى آيتين فى كتابه فقال تعالى: 

6-     ﴿إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِى سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ﴾[الصف: 4].

7-     ﴿وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا لَوْلاَ نُزِّلَتْ سُورَةٌ فَإِذَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ مُّحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ رَأَيْتَ الَّذِينَ فِى قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِىِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَأَوْلَى لَهُمْ * طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَّعْرُوفٌ فَإِذَا عَزَمَ الأمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللهَ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ﴾[محمد: 20-21].

والرسول صلى الله عليه وسلم نادى فأبلغ، ودعا إلى الجهاد فأسمع، وترك للمسلمين من أحاديثه الشريفة فى هذا المعنى النبيل ثروة غنية بالذخائر لم يتركها قائد لجنده ولا زعيم لأمته، وكتب الأحاديث مملوءة بهذه الآثار المقدسة فليطالعها من شاء، واسمع -إن شئت- بعض هذه الدرر الغوالى فى هذا المقصد النبيل السامى، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: 

1-     "عن أبى هريرة  رضى الله عنه: "تضمن الله لمن خرج فى سبيله لا يخرجه إلا جهادًا فى سبيلى، وإيمانًا بى، وتصديقًا برسلى فهو ضامن أن أدخله الجنة، أو أرجعه إلى منزله الذى خرج منه نائلاً ما نال من أجر أو غنيمة، والذى نفس محمد بيده ما كلمٌ [الكلم الجرح] يُكلم فى سبيل الله إلا جاء يوم القيامة كهيئة يوم كُلِم، لونه لون دم، وريحه ريح مسك، والذى نفس محمد بيده لولا أن أشق على المسلمين ما قعدت خلف سرية تغزو فى سبيل الله أبدًا، ولكن لا أجد سعة فأحملهم ولا يجدون سعة ويشق عليهم أن يتخلفوا عنى، والذى نفس محمد بيده لوددت أن أغزو فى سبيل الله فأقتل، ثم أغزو فأقتل، ثم أغزو فأقتل" رواه مسلم وهذا لفظه، ورواه البخارى، ومالك، والنسائى بنحوه.

2-     وعن سهل بن حنيف  رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من سأل الله تعالى الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه" رواه مسلم، وأبو داود، والترمذى، والنسائى، وابن ماجه.

3-     وعن أبى هريرة  رضى الله عنه قال: "مر رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بشِعب فيه عيينة من ماء عذبة فأعجبته فقال: لو اعتزلت الناس فأقمت فى هذا الشعب، ولن أفعل حتى أستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: لا تفعل، فإن مقام أحدكم فى سبيل الله تعالى أفضل من صلاته فى بيته سبعين عامًا، ألا تحبون أن يغفر الله لكم ويدخلكم الجنة، اغزوا فى سبيل الله، من قاتل فى سبيل الله فواق ناقة "مدة حلب ناقة" وجبت له الجنة". رواه الترمذى وقال: حديث حسن، ورواه الحاكم وقال: صحيح على شرط مسلم، ورواه أحمد من حديث أبى أمامة أطول منه وزاد فيه: "ولمقام أحدكم فى الصف خير من صلاته ستين سنة".

هذه نماذج من حث النبى صلى الله عليه وسلم للمسلمين على أن يكونوا جميعًا جنود الله تبارك وتعالى يجاهدون فى سبيله، ويجيبون دعوة الحق إذا دعتهم، وتستطيع أن تجد من ذلك مئات الأحاديث النبوية الشريفة فى كتب السنة المطهرة الصحيحة.

ولم يقف الإسلام عند هذا الحد، بل أنت إذا تأملت تشريعاته وجدتها جميعًا تدور على هذا المحور الجهادى الذى هو -بحق- أسمى غايات الإنسانية فى هذه الحياة.

فالصلاة وهى شعيرة الإسلام وأظهر مظاهر التعبد عند المسلمين أفضلها ما كان فى جماعة يقف المسلمون فيها صفوفًا منظمة منسقة يأتمرون بأمر واحد، ويتوجهون إلى وجهة واحدة، ويجتمعون على إمام واحد، ويشتركون فى عمل واحد حركة وسكونًا وبدءًا ونهاية، فتراهم بين يد الله كأنهم بنيان مرصوص، وخلف إمامهم كأنهم شخص واحد، ولأمر ما كانت تسوية الصفوف من تمام الصلاة.

والزكاة وهى حق الله من أموال المسلمين فيها نصيب كبير ينفق فى تجهيز الغزاة، وإعداد الجيوش، وتنظيم قوة الدفاع، والدعوة الإسلامية، وذلك كله فى "سبيل الله".

والحج فيه أسمى معانى الجهاد وأدق تدريب عليه، فهو احتمال مشاق الأسفار ووعورة الطرق، والمران على السير فى البر والبحر، وأروع ما ترى الكتيبة الإسلامية فى الأرض المقدسة كهيئة المجاهدين يوم تراها تلقى الجمرات فترجم عدوها العتيد، وتكبر ربها المجيد فى نظام محكم فريد.

والصوم فيه هذا المعنى كذلك فإن أحوج الناس إلى الدربة على الجوع والعطش ذلك الجندى الذى يقف فى ساحة الوغى، فلا يدرى ما يأتى به الغد، فبينا هو أمام غنيمة كلها شبع ورى إذا به فى لأواء لا يُجْد معها شىء.

وإن اللهو فى الإسلام عبث غير مرضى، وضياع وقت فى غير جدوى، ومع هذا فقد استثنى منه الإسلام المران على الرمى والفروسية على ظهر الخيل، ويقول النبى صلى الله عليه وسلم: "عليكم بالرمى فإنه من خير لعبكم".

وإن الخيلاء والعجب والتفاخر حرام فى الإسلام، ولكنه أباحها بين الصفين وأمام العدو توهينًا للخصم، وإظهارًا للقوة والجلَد، وفى قصة سلمة بن الأكوع والإمام على ومرحب صورة من ذلك كاملة.

وإن التحلى بالذهب والفضة حرام فى الإسلام كذلك، ولكنه استثنى من ذلك حلية السرج وقبضة السيف وما إليها من أدوات القتال فى تفصيل وتحديد مبسوط فى كتب الفقه فليطالعه من شاء.

وهكذا ترى الإسلام قد لاحظ معنى تدريب الأمة على الجهاد فى سبيل الله، وتربية هذه الروح فى كل فرد من أفرادها تربية قوية كاملة صحيحة.

كما أن الإسلام نهى عن الترف والتنعم والإغراق فى المتعة والشهوات، وبشر الأمة التى تلهو بذلك عن جهادها وتنسى بحلاوة دنياها لذة النضال عن دينها وكيانها بالعذاب الأليم، يقول النبى صلى الله عليه وسلم: "تعس عبد الدنيا وعبد الدرهم وعبد الخميصة" فى حديث طويل رواه البخارى، والأحاديث فى هذا المعنى من حيث التزهيد فى الدنيا والتجافى عن شهواتها ولذائذها أشهر من أن تذكر، ويقول صلى الله عليه وسلم: "من علم الرمى ثم تركه فليس منا، أو فقد عصى" رواه مسلم وابن ماجه بنحوه.

ويقول صلى الله عليه وسلم: "ما ترك قوم الجهاد إلا عمهم الله بالعذاب" رواه الطبرانى بإسناد حسن، وعند أبى داود: "إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم" الحديث.

فأنت ترى بعد هذا أن الإسلام قد سلك كل وسيلة لتقوية هذه الروح فى نفوس المسلمين، وأنه يحمل أتباعه على أن يكونوا متشبعين بالروح العسكرية فى الحرب والسلم؛ لأنها نافعة للأمة فى كليهما، وأنه نهى عن تركها والغفلة عنها؛ لأن الأمة العزلاء لا تستطيع أن تحافظ على كيانها. وإذن فليس السنيور موسولينى وحده ينادى بهذا، وليست هذه مبادئ الفاشيستية فحسب.

ولكن اعلم يا عزيزى أن البون شاسع بين الغاية التى يريد الإسلام أن يبث فى نفوس أبنائه الروح العسكرية للوصول إليها، وبين الغاية التى يريد ساسة أوروبا وزعماؤها كموسولينى وغيره أن يبثوا للوصول إليها هذه الروح فى أممهم، فإنما يقصد الإسلام من وراء هذا أن يعمل المسلمون على حفظ ميراث الله الذى ورثهم إياه، وأن يرشدوا العالم كله إلى ما فيه من هدى ونور، فهم لا يعملون رغبة فى دنيا، ولا طمعًا فى ملك، ولا يسيمون من يظهرهم الله عليهم ضروب الخسف وسوء العذاب، أما أوروبا فهى تنادى بالروح العسكرية منافسة فى الاستعمار، وتجهزًا للقضاء على الشعوب الضعيفة، ورغبة فى المآرب الاقتصادية والمطامع المادية، فشتان بين غاية ربانية إنسانية يذهب الفرد فيها ضحية مصلحة المجموع، وبين غاية إلى عصبية خاصة يستبد بها القوى بالضعيف ويلتهم الغالب المغلوب، وتمثل فيها فظائع طرابلس وتونس وسوريا والجزائر ومراكش والريف. ومن العجب أن ترى أن هذه هى تعاليم الإسلام والمسلمون عنها فى سبات عميق.

يا قومنا إن الأمم كلها تستعد وتتكون وتتلمس لذلك الوسائل، وقد وهب لكم الله من دينكم من التربية والتكوين ما لم يهبه لغيركم، فاعملوا على تربية أنفسكم وتكوين أرواحكم وتوحيد صفوفكم، فإن لم يكن ذلك لتكونوا مجاهدين فى سبيل الله يوم تحين الساعة لذلك الجهاد فليكن لأن هذه الروح خير ما ينفعكم فى حياتكم اليومية، كذا يريد الإسلام أن تكونوا فإن أبيتم إلا تقليد أوروبا حتى فى هذا وتنقلوا بضاعتكم من حانوت غيركم كما يقول السنيور موسولينى(2).

 

لقد أتت الهزيمة من الانحلال

فدمرت روح الملذات واللهو ما شيدته روح التضحية..

وإنى أدعوكم قبل كل شىء أن تهتموا بأخلاقكم

بهذه العبارة ختم "المسيو بيتان" بيانه الذي خاطب به الأمة الفرنسية موضحا لها أسباب الهزيمة والدواعى التى قضت على الحكومة الفرنسية بقبول الهدنة التى فرضت شروطها ألمانيا. لقد انتصرت فرنسا فى الحرب الماضية فأسكرها هذا النصر ولم تر الحاجة ماسة إلى القوة تحمى الديار وتحول دون اعتداء المعتدين وعدوان المغيرين، فاندفعت تستمتع بما أغدق عليها هذا النصر من خيرات ونسيت ما وراء ذلك.

استغرقت فرنسا فى الملذات واللهو ونسيت التكوين الخلقى والمادى وأترفت وغفلت فدمرت روح الملذات ما شيدته روح التضحية.

إنه القانون الإلهى فى بناء الأمم وحياتها وقوتها وضعفها لا يتخلف: ﴿وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا﴾[الإسراء: 16].

كانت فرنسا تلهو تلعب وتستمتع وتتلذذ وتتفنن فى صنوف اللهو وأنواع المتعة والتسلية، وكان خصمها يطبع النفوس على حب التضحية والبذل والفداء ويملأ المخازن بأنواع الأسلحة المختلفة، وكانت النتيجة الطبيعية التى أشار إليها مسيو بيتان: "لقد أتت الهزيمة من الانحلال فدمرت روح الملذات واللهو ما شيدته روح التضحية، هذا هو الداء دائما والدواء واضح، الأخلاق قبل كل شىء".

جاء القرآن الكريم يشيع فى نفوس متبعيه روح الخلق؛ روح الإيمان بالخالق وبالنفس وبالفضيلة والأخلاق، ويطبع هذه النفوس المؤمنة على أسمى ما عرف من معانى التضحية فى سبيل الحق وتفديته بالأنفس والأموال، ويعتبر كل ما عدا ذلك خسارا لا ربح معه. ولقد كان شعار أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم: ﴿وَالْعَصْرِ* إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِى خُسْرٍ* إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ﴾[العصر]. فالأخلاق والنفس القوية المؤمنة هى كل شىء فى نهضات الأمم ورقيها، وفى القرآن: ﴿وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا* فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا* قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا*وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا﴾[الشمس: 7-10]. أليس ناموس الله فى كتابه للأمم والجماعات ﴿إِنَّ اللهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾[الرعد: 11].

ولم يقف القرآن عند هذا الحد من التجهيز النفسانى الروحى، بل قرنه بالتجهيز العملى، فجعل السلاح شعار المسلم وسلوانته وأنيسه أينما كان، وصاحبه حتى فى الصلاة، فالقرآن الكريم يقول: ﴿وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاَةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِّنْهُم مَّعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِن وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُم مَّيْلَةً وَاحِدَةً وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن كَانَ بِكُمْ أَذًى مِّن مَّطَرٍ أَوْ كُنْتُم مَّرْضَى أَن تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُوا حِذْرَكُمْ﴾[النساء: 102].

والنبى صلى الله عليه وسلم يصرح بأن السهم الواحد يثاب بسببه ثلاثة: صانعه ومشتريه ومقدمه والرامى به، أفرأيت كيف يعبئ الإسلام الأمة كلها حتى إنه ليعتبر العامل فى مصنع السلاح فى صف الجند سواء بسواء، وهو صلى الله عليه وسلم الذى يقول: "ألا إن القوة الرمى يكررها ثلاثا".

ولم يجئ كتاب بالنفير العام قبل القرآن الكريم القائل: ﴿انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالاً وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِى سَبِيلِ اللهِ﴾[التوبة: 41].

وليس هناك تشريع قضى على أسباب الغفلة، وحدد للناس صنوف المتعة، وندد بالإسراف فى اللذة، والاستهتار فى اللهو والعبث بطريقة إقناعية عملية فطرية كما جاء بذلك الإسلام. فهل عرف المسلمون هذه القواعد فى بناء أممهم وانتفعوا بها؟

أما سلفهم فأنفذوا ذلك كما جاءهم فسادوا الدنيا، وجاءتهم روح التضحية بخير الدنيا والآخرة، فعاشوا سادة أعزة، وماتوا شهداء مبشرين بالجنة، وكتبت لهم بذلك الحياة الخالدة: ﴿وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِى سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾[آل عمران: 169]. وهكذا يعلم الإسلام المسلمين أن الموت فى سبيل الحق هو الحياة، وأن الأمم التى تريد أن تحيا لابد أن تدفع ضريبة الموت ثمنا لحق الحياة.

قدم رسول ملك الهند على أمير المؤمنين بهدية هى أربعة أسياف هندية قواطع، فآنسه الخليفة ورحب به وتقبل هديته بقبول حسن، ثم دعا بأحد أسيافه ووضع هذه الأسياف الهندية مجتمعة ثم ضربها بسيفه فقطعها كما يقطع الكاتب القلم، فعجب الهندى من هذه الصناعة العجيبة التى تجلت فى هذا السيف المسلم ودهش، فعهده وعهد الناس أن سيوف الهند هى سيوف الهند وكفى، ثم سأله الخليفة أن يطلب إليه لملكه ما يشاء كفاء هديته، فقال الرسول لا شىء إلا هذا السيف. فأبى الخليفة كل الإباء، وقال. يا هذا اطلب كل شىء إلا السلاح، فقد نهانا نبينا صلى الله عليه وسلم أن نقدم سلاحنا لغير المسلمين على أى سبيل كان. أرأيت ما فى هذا الرد من معنى أدبى هو الكرامة والعزة والإباء ونصر الحق بالقوة؟ ثم أرأيت ما فيه من تعليم حربى دقيق هو الحرص التام على سر الاختراع الحربى فى الأمة حتى لا يتعرفه الأعداء والخصوم؟ لقد علم المسلمون لو يتعلمون. وما أضيع الميراث ليس له وارث!، وأما الأخلاق فقد استغرقوا فى اللذات فدمرت روح الملذات واللهو ما شيدته روح التضحية والفداء والبذل، وقانون الله لا يتخلف.

أيها المصريون: لقد دعونا من قبل وندعوكم الآن وسنظل ندعوكم حتى تسمع الآذان الصم، وتبصر الأعين العمى، وتتفتح القلوب الغلف إلى الخلق والإيمان قبل كل شىء.

أيها المصريون: إنكم تجتازون المحنة القاسية التى يجتازها الناس جميعا لتتسرب الأوساخ الجمة التى خلفتها الملذات واللهو من مصفاة الشدائد والحروب، ولتصهر نار البؤس والألم والهم أوضار المرح والمتعة والعبث التى رانت على القلوب وتراكمت على النفوس ونزلت بالإنسان إلى درك الحيوان بل إلى ما هو أحط من ذلك، وأغلب الظن أن الناس يتخرجون من هذه المحنة ناسا أو هم إلى الإنسانية أقرب بعد أن تتطهر قلوبهم ونفوسهم من هذه الأوضار. وسينالكم -أنتم معشر المصريين- كثير من الشدائد، وستقسو المحنة وتضيق حلقاتها، وتلقون منها ما لم تكونوا تنتظرون، فلا تجزعوا؛ لأن المريض لا يمقت الطبيب الذى يعالجه بالدواء المر وبالعملية الجراحية القاسية، ولا تيأسوا؛ لأن بعد العلاج الشفاء والقوة إن شاء الله، ولا تزدادوا تهالكا على الغفلة والعبث فتزداد أعراض المرض قوة وشدة من ورائها الموت والعدم.

ولا تغرنكم قوة أعدائكم ولا صولة خصومكم، ولا يهولنكم ما ترون من ظهور هؤلاء أو أولئك، بل ارجعوا إلى طبيعة أهل الإيمان القوى العميق، واذكروا أن الله أقوى وأعز، واذكروا أن قوما قالوا فيما سبق: ﴿لَيُخْرِجَنَّ الأعَزُّ مِنْهَا الأذَلَّ﴾[المنافقون: 8]. فأخرجهم الله ورد عليهم فقال: ﴿وَللهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لاَ يَعْلَمُونَ﴾[المنافقون: 8].

بأيدى خصومكم أدوات كثيرة ووسائل كثيرة وبيدكم أنتم سلاح قوى ماض لو عرفتم كيف تستخدمونه؛ هو سلاح: ﴿وَتَرْجُونَ مِنَ اللهِ مَا لاَ يَرْجُونَ وَكَانَ اللهُ عَلِيمًا حَكِيمًا﴾[النساء: 104].

فتشجعوا أيها الناس، وانصرفوا عن اللهو واللذات، وأقبلوا على الجد والإعداد والاستعداد، ووحدوا الصف، وتجهزوا للعمل ما وسعكم، ﴿وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ قَرِيبًا﴾[الإسراء: 51](3).

المصادر

  1. مجلة الإخوان المسلمين: العدد (12)، السنة الأولى، 10 جمادى أولى 1352ﻫ/ 31 أغسطس 1933م، ص(18-19).
  2. جريدة الإخوان المسلمين، العدد (25)، السنة الثانية، 16رجب 1353ﻫ/ 25أكتوبر 1934م، ص(3- 7).
  3. مجلة التعارف، العدد (20)، السنة الخامسة، 29جمادى الأولى سنة 1359ﻫ/ 5 يوليو سنة1940، ص(1-2).
المقال التالي كتابات الإمام احسن البنا حول أهداف الدعوة
المقال السابق الدستور في فكر الإمام حسن البنا